تقع محافظة البيضاء إلى الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي (267)كيلو متر، ويشكل سكان المحافظة ما نسبته (2.9%) من سكان الجمهورية،وعدد مديرياتها (20) مديرية،ومدينة البيضاء مركز المحافظة، وأهم مدنها مدينة رداع. وتعد الزراعةالنشاط الرئيس لسكان المحافظة، وتنتج المحافظة ما نسبته (2.6%) من إجماليالمحاصيل الزراعية في الجمهورية، وأهمها الخضروات والمحاصيل النقدية فضلاًعن بعض الصناعات الحرفية والتقليدية، وتضم أراضي المحافظة بعض المعادن منأهمها الحديد، التيتانيوم، رمل الزجاج والسيلكا. ومن المعالم الأثرية فيمحافظة البيضاء مدرسة العامرية، قلعة رداع وقلعة البيضاء.
من المؤكد بأن أراضي البيضاء كانت تندرج ضمن أراضي ” دهسم ” وهي الأراضي العالية من أراضي تبن ، كما جاء في نقش النصر الموسوم بـ ( RES . 3945 )الذي دونه الملك السبئي ” كرب إل وتر” مكرب سبأفي ( القرن السابع قبل الميلاد ).
وفي مطلع ( القرن الأول الميلادي ) بدأت تظهر في الأراضيالتي نطلق عليها الآن محافظة البيضاء عدة قبائل قوية شكل كل منها مقولة مستقلة لهاأراضيها الخاصة وهي ” بني معاهر ” ، ” ذي خولان ” ، ” ذي هصبح ” ، ” ردمان ” ،إلا أن قبائل ردمان وخولان كانتا أقـوى قبائل المنطقة ، فنجدهما أحياناً متحالفينمع بعض وأحياناً نجدهما في حالة عداء تبعاً للمصالح المشتركة بينهما ، بدأ بروزهذه القبائل عقب أفول نجم الدولة القتبانية ، تلك الدولة التي كانت تمثل العدوالتقليدي للدولة السبئية ، وقد تحملت قبائل ردمان وخولان على عاتقهما مواصلة العداءللدولة السبئية ، فنجدها في ( منتصف القرن الثاني الميلادي ) تتحالف مع الحضارمةبقيادة ” وهب إل يجوز ذي معاهر ” ضد الدولة السبئية في عهد ملكها ” سعد شمس أسرع ” وأبنه ” مرثدميهحمد ” ملكي سبأ وذي ريدان ، وقد دارت بينهما معارك طاحنة في واديبيحان وأودية المشرق ، انتصر خلالها السبئيون ، وبعدها نجد قبائل خولان وردمان وذيمعاهر يواصلون ذلك العداء التقليدي للسبئين ، حيث نجدهما في فترات لاحقة يتحالفونمع الحميريين الذين قوت شوكتهم في ( النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ) ، فتملهم ما أرادوا بانتهاء الدولة السبئية ، وظهرت الدولة الحميرية ” الريدانية ” لتكونهذه القبائل أركان حرب تلك الدولة التي استطاعت أن تسيطر على معظم الأراضي الحضرميةوأراضي المشرق ، ومن أهم مآثرهم تلك المدن المتناثرة على امتداد أراضي محافظةالبيضاء مثل مدينة وعلان ( المعسال ) في مديرية السوادية والتي كانت تمثل حاضرتهمالأولى وشهرتهم تلك ظلت حتى الفترة الإسلامية لنجد ” الهمداني ” في كتابه الموسوعي ” الإكليل الجزء الثامن ” يقسم أراضي البيضاء إلى مخاليف ردمان وخولان بتلك التسميةالقديمة لتلك القبائل التي ظهرت أسمائها في عشرات النقوش اليمنية القديمة ، وكانتتعرف قديماً باسم بيضاء حَصِى لأنها كانت ضمن أملاك ” سرو مذحج ” فكانت مدينة حَصِىالعاصمة ومن ( القرن العاشر الهجري ـ القرن السادس عشرالميلادي ) انتقلت إلى مدينة البيضاء ، كما كان للدول الإسلامية المتعاقبة دور مميزفي محافظة البيضاء ففي عهد دولة بني رسول {( 625 – 857 هجرية ) ـ ( 1228 – 1453 ميلادية )} ، ازدهرت اليمن قاطبة وشهدت انتعاشاً في كافةالميادين وخاصة في ما يتعلق بالجانب العلمي وبناء المساجد والمدارس فشيد حكام وملوكبني رسول العديد من المساجد والمدارس منها مسجد مدرسة البعدانية في رداع ، كماازدهرت وانتعشت اليمن قاطبة بما فيها محافظة البيضاء في عهد دولة بني طاهر {( 857-945 هجرية ) ـ( 1453-1538 ميلادية )} ، الذين خلفوا بنيرسول ، وقد أهتم بنو طاهر كأسلافهم بني رسول بنشاطات عديدة وخاصة ما يتعلق بجانبالعمران والعلم ، ومن مآثرهم تشيد المساجد والمدارس العلمية والعديد من سدود ومصداتالمياه ، منها تشيد مدرسة العامرية ورباط ومدرسة البغدادية في رداع ، وكانت نهايةدولة بني طاهر على يد الأتراك العثمانيين في عام ( 945 هجرية – 1538 ميلادية ) الذين شيدوا أو قاموا بإعادة تشيد عدد من القلاع والحصون في محافظة البيضاء